الجمعة، 14 سبتمبر 2012

," أسرار طفلة ,"


هل لي هذا الصباح بمحبرة وأوراق وفنجان قهوة فـ الطفلة تمارس عبثها بين كومة مشاعري تبعثر على طاولة أيامي قصاصات مخبأة منذ زمن لا أعلم متى كان ومتى أنتهى تتسرب تلك الذكريات من بين يدي كـ رمال ناعمة وتتسرب أنفاسي ممتطية صهوة الشوق لكل ماكان ومامضى تجالسيني هذا الصباح وتجالسني ذكرياتنا على الطرف الثاني من ذاكرة كنت أخالها مثقوبة ولكن يبدو أنني كنت أكذب وأدعي النسيان لطفولتي فذكرياتنا ياأمي أخبأها في جيوب فساتيني الصغيرة الملونة لا أكاد أصدق أنني أبنتك ِ الصغيرة التي كانت قبل أعوام ترفل بظفائرها وتقف على الطاولة لتغني بكل طفولة لذيذة أمام صديقاتك المعلمات في المدرسة ! وتمسح خدها من آثار القبلات التي تنهال على خدودها الشهية لهن ! كانت أبتسامة عينيكِ تسابق صوت يديكِ وأنتِ تصفقين لأميرتكِ كنت أضع التاج على رأسي ولكن شعري الناعم الذي أتعبكِ كثيراً مع شرائطي المدرسية حين ينسدل ضجراً بشرائطي لأبدو كـ أميرة وصديقاتك وصيفاتي يقفن في تنافس من منهن يمكنها أن تثبت التاج في شعر صغيرتك لتأتين أنتي وتهمسين بـ إبتسامة مامن أحد سواي يجيد ترتيب شعر صغيرتي ...
وأجزم أنه مامن أحد سواكِ يجيد ترتيب بعثرة مشاعري وتقبل نزواتي وأخطائي غيرتي وعندي ياااه ياأمي كم أغضبتكِ وكم أثرت غيرتكِ على قلب صغيرتك كنتُ دائماً " طفلة أبيها " كنتِ تقولينها لحظة غضبكِ حين أهرع إليه وألقي بكل أسراري بين أحضانه كنتِ تصرخين بي غاضبة " البنت أسرارها عند أمها " إلا أنا والذي نفسي بيده " كنت طفلة أسرارها عند أبيها " وذلك السر المؤلم الذي لازال جرحه في صدري حين غفوت في تلك الليلة الباردة على أريكة الجلوس ودفتري الصغير ملقى بجانبي بعد أن دونت إعترافي أنني أحب أبي أكثر منكِ أمي لا أدري هل كنتُ غاضبة من نصائحك وتوبيخكِ أم كنتُ أستجدي عطفكِ وحنانكِ بطريقة ماكرة قلتِ لي يومها جميل أن يكون لنا أسرار ندونها ودفتر صغير نكتب فيه مشاعرنا ولكن ياصغيرتي الأسرار لا تلقى بجانب الآريكة فقد يكتشفها من يمر من هنا حينها لا تصبح أسرار يالله كم من سنوات مضت لم أنسى تلك العبرة التي ملئت عينيكِ الحنونة وأنتِ تعاتبيني بطريقة الأم التي تغض البصر عن  أخطاء صغارها أكواب الشوكلاته الساخنة التي تناولناها ذلك المساء أذابت جليد مشاعرنا طلبتِ مني أن أشرب الشوكولاته الساخنة لأدفأ غبتِ قليلاِ وعدتِ تحملين سي دي لايحمل أسماً طلبتِ مني وضعه في جهاز التسجيل لتظهر على الشاشة صورة بتاريخ قديم ثم نور باهت مضاء من أحد جوانب الشاشة بعد ذلك بقليل بدأ وكأن حياة أخرى قد بعثت إنه بيتنا القديم قمت من إستلقائي وجلست بإعتدال إنها أنتِ تخرجين من غرفتكِ تفركين عينيكِ تمشين وتتبعثرين بقميص نومكِ الطويل وشعرك المموج ينسدل بفوضى على كتفك تمشين والكاميرا تتبعكِ حتى غرفتي دخلتِ بهدوء وسحبتِ اللحاف تسلقتِ السرير من الجهه الأخرى زحفتِ ببطئ ووضعتِ رأسكِ على مخدتي ثم بحثتِ عن يدي تحسست ُيدكِ بيدي الصغيرتين ووضعتها تحت خدي قبلتيني ودفعتِ أبي موبخه وهو يطاردكِ بالكاميرا ويشدكِ نحوه أجزم أن قبلة دافئة طبعت على جبينك وربما أخرى على شفتيكِ كنتُ طفلة مؤدبة أمي لم أغمض عين وأسترق النظر بـ الأخرى :)
 هل لي أن أخبركِ بسر أخفيتة منذ سنين كنت كل لليلة أستيقظ من نومي أبحث عن كفيكِ ياأمي أحب الأصبع الأوسط في يدكِ اليسرى ألعب بخاتمكِ ذو الفص الماسي والذي كنتُ أغضب كثيراً حين تخلعينه أشعر بكفك وسادة تحتضن خصلات شعري أنام وحكايات خرافية أنسجها في ثنايا الليل لتغفو بجانبي  في ذات صباح ذهبت للمدرسة وأنا محملة بـ إحدى حكاياتي الوردية قلت لصديقاتي أنا متأكدة من أن سرير أمي سحري ؟ وأنه يحتفظ تحت وسائده بعربات الأميرات وعصا سحرية تطرد الأشباح والكوابيس المفزعة لذا مالم تعلميه منذ سنين رغم حبي لوالدي رحمة الله وتعلقي به وحكاياته التي مانمت لليلة دون أن يسردها لي ويخبأ لي أمنيات بيضاء خلف كل حكاية إلا أنني يا " ست الحبايب " كنت أفرح حين يسافر أبي لأدفئ بفراشك والأحلام والأنفاس وعربة الأميرة والعصى السحرية للأشباح
أخبرت صديقتي أسيل يومها عن سريرك السحري وحرضتها على تجربة سرير أمها في اليوم التالي وبمجرد وصولها للمدرسة سكبت علي أطنان حنقها أمام صديقاتي وأدعت أنني كاذبة محتالة وأن سريرها الصغير أجمل من سرير أمها الشاسع بل قالت أنه لم يجلب لها إلا البكاء والخوف من وحوش الليل تعجبت كثيراً وزادت قناعتي أنكِ أنتِ فقط من تملكين سريراً سحرياً ولكن سألت أسيل أن تخبرني عن أمها كان فضول طفلتك لمعرفة سر السرير السحري الذي تملكينة أنتِ ولا تملكه الأمهات بكت وقالت لي أن أمها تركت والدها والمنزل وأنها نامت على سرير والدتها الواسع دون يدي والدتها كما أفعل أنا بيديكِ التي تغفو تحت خدي هرعت إلى غرفتكِ بمريولي المدرسي وأحضرت لعبي وكتبي لأشرب وجودكِ ياأمي كنتِ نائمة كـ الملائكة قبلت جبينكِ وضعتِ يدكِ على رأسي وأنتي تسمين علي قلتِ لي أشتقتِ لرائحة والدكِ !! آآآه كم غصت ألم تحشرجت في صدري   لم تفهمي أمي أنني أشتقت لرائحتكِ أنتِ.
  كبرت الآن لكني مازلت صغيرة على سريرك الدافئ ومازال ملمس كفيكِ يثير شهية الطفولة في داخلي للمزيد من الحنان والحكايا والأسرار ... أحـــبكــِ أمـــيـــ ..


السبت، 8 سبتمبر 2012

** أنثى الفارس **


ويعتريني بعض من جنون ليضاجع حبري الورق وينجب منها
حروف ماكتبت إلا لـ " فارس " دك حصون قلبي وأستعمر مدينة روحي
لتحكي لقلبي أشياء جميلة أعلقها حول أنفاسي كل مساء وأرقص
أصبحت أتضور عطشاً وجوعاً إليك وأرتبط بك كل يوم من عمري أكثر
صغيرة جداً أصبحت أمام هيبة تجليك ضعيفة الصبر واهنة الجسد هشة الروح
معطوبة الأحلام ناقصة الأنوثة قليلة الحظ يعرج في روحي ألف حزن وحزن
إن غاب صوتك عني أو فقدتك ساعات نومك حتى وأنت بين أحضاني !
 لأشعر بك كل لليلة تتسلل بهدوء إلى أنفاسي لتتفقد مكانك وتحضى
بـ إمتزاج لذيذ مع كريات دمي المحملة بـ أنفاسك تتنفس وتبتسم
 تتحسس وسادتك وترسم وجهي على حرائرها وتقبلني تسعة وتسعون قبلة
فـ تغرد من فمي العصافير كل صباح وتولد من أناملي حمائم الكلمات
أشركتك جميع حواسي وأشيائي لأنك حاضراً معي وإن أعلنت الأماكن غيابك
فـ الأماكن تحفظ خطواتك والليل يتغنى بك ويغرقني في تفاصيلك
حتى ملامحي أفتقدها إن لم أقف أمام مرآتي كل صباح أستحضر طيفك
ليطوق خصري ويميل بوجهي نحوك ويهمس لي ..أحبكِ ريماسي
ويسألوني حبيبي :هل كل من يحب كـ أنت وأنا ؟!
أم أنا وأنت مصابين بـ الجنون ؟
!
 أنا اليوم أنثى بلغت ذروةالعشق حين أحببتك ببراءة طفولتي
وغازلت رجولتك بصخبي العشريني وجعلت منك رجلاً مصاب بدهشة الحب

آيا فارس الروح ومنفذ روحي آيا روح نبضت داخل روح
هل يحق لنساء الأرض أن يحلمن بك أن يجوبن الأرض بحثاً
عن رجلٍ كـ أنت!!

 وخالقي والذي نفسي بيده مامن أنثى تستحق الفارس
  ومامن رجل خلق ليمس قلب الريماس ومامن عشق ياسيد
أنفاسي يشبه عشقي فيك ويتساوى بـ حبي لك !
 من سواك أنت أصنع له زوارق من كلمات وأرسلها على موج الشوق إليه ؟!
 من سواك أنت أمزق لأجله روزنامة العمر عام خلف عام لأختصر العمر إليه ؟!
ومن سواك أنت جعلني أنثى نزارية النزعة والجنون  فـ بت أنثى وطفلة بين يديه ؟! 

أنثى ولدت من ضلعك وأرتشفت عشقك أكسير حياة وخبأتني والدتي بين أحضانها
يوم أنجبتني للدنيا لتهديني لك وتسميني " أنثى الفارس
تعال نتذكر الحكاية منذ البداية منذ مايقارب الأربعة أعوام ألتقينا

أتذكر أول عبارة قلتها لي " أحب أكون هنا وأحس براحة لاتسأليني ليش "
كان القدر يرتب إلتقاء قلبينا ومساء دافئ وحكاية حب تشهد على جنون عاشقين
قلدتني مفاتيح قلبك وأنا الأنثى التي أخضعت رجولتك بين أحضانها وأصبحت
بك "أنثى الفارس " أنثى محشوة بـ الفرح بـ الحلم بـ الأمنيات البيضاء
حشوت جراحي بقطن النسيان وقفت آمام مرأتي بدلت دموعي بـكحل نظراتك ..
أصبحت أتنفس بـ أنفاسك ..أصحو من نومي على صوتك ..
أستخدم حواسي ..أتذوق طعامي ..أشتم عطوري ..أرتب شعري ..وأظهر أنوثتي
من سواك مسح غبار الشحوب عن وجهي .." لأنك في حياتي ..حياتي "
 ياحبيبي ..خطيئتنا الوحيدة لم نعترف أننا أرتشفنا العشق حتى ثملنا
وترنحت أحرفنا سكارى مثلنا فكيف لنا في حالة السكر أن نصف عمق ذلك الشعور!!
وكيف لهم أن يفهمون معنى الشعور ويدركون معنى الجنون ويتفهمون أنني أنثاك
ياسيد نبضي لن أتسائل كيف للعشق أن يتنامى ويزهر بيننا ؟!
فـ أنت رجل صدره خصب جداً للحب ..وأنا أنثى محمومة أغلي عشقاً