كنت أحلم برجل يجالسني بدهشة وذهول أنصت لحكاياته
ليعزف لي من شفتيه قصص الغرام يحملني فوق كتفيه كالعصفورة
يتسع في عيني كسماء يخبئني تحت معطفه ويصنع لي من أصابعه مظلة
يغازلني بأبسط الكلمات ينهال على جسدي مطراً حين أشتاق المطر
وينبت على شفتي بطعم القبلات أحلم به كرجل أحبه أدمنه وأشتاقه
حتى أوجاعه أستنشق رائحة سجائره أتقبل نزواته أسامح أخطائه
وأمارس معه أدوار الآنوثة أخبئ له في طرف فستاني أمنياتي وأقلده
على صدري دور البطولة يقرأني كالحكايات الطفولية والقصائد الإنثوية
ويتهجى أحرفي بذكاء رجل عرف خارطة مشاعري ووصل إلى قلبي ببراعة
وأتيت أنت لتصبغ قلبي بلون الحب لتقلب في عيني صور الغرام وأبجديات العشق
أعدت ترتيب نبضي وهدوئي وأثرت زوبعة جنون لعاشقة أصبحت أنا
أستقبلت معك الفجر بإبتسامة رضا تعلو صدري
وقرأت في فنجان قهوتي حسن الطالع
وأستقامت تعاريج الحظ حين أصبحت في عمري عمري
هل أخبرتك كم يصبح الحرف معضلة حين تصاب الأنثى بـ صخب رجل !!ّ
كم مرة دسست أناملي في جيب اللغة لأهديك حلوى الكلمات !!
يارجلي الصاخب لم يهبني الخالق للغة مفردة لأكتبك فيها !!
لأنك صاخب جداً أكثر من إستيعاب حروفي أكبر من مفردات كلماتي
أدركت ذلك حين أصبحت أهتم بك أكثر من إهتمامي بـ تسريحة شعري
من طلاء أظافري وأي فستان يليق بـ أنوثتي عندما أصبحت أهتم بك
أكثر من إهتمامي بتدوين نص عابر أو عنوان قصيدة أو قراءة كتاب مجنون
لشاعري المفضل وإرتشاف قهوتي بـ سكاكر هي أنت ..
كنت أشعر أنك صاخب جداً عندما أقرأ الفراغات والنقاط وعلامات التعجب
والإستفهام بين حروفك ألف مرة وأفشل في كتابة جملة واحدة تختصر مابداخلي لك
عندما أتابع أحوال الطقس بين مدينتي ومدينتك وأحسب المسافة وأبكي كثيراً
عندما أصبحت جزءاً مني يتلبسني وأعدت ترتيب حياتي ومزقت أوراق الماضي
هل تدرك معنى أن تعشق أنثى رجلاً صاخب ؟!
يجعلني أستيقظ من نومي أبحث عنه أفتش عن دفئه في سريري وأبحث في خزانتي
عن قميصه الذي كان يرتديه حين نطق بكلمة أحبك أول مرة !
أتحسس بـ أصابعي أرض غرفتي الباردة وأتخيل بقايا زجاج مكسور لمزهرية قديمة كسرناها ذات لليلة شغب وضحكنا بجنون
أنظر إلى باقة غاردينيا في زاوية غرفتي كانت هديتك في تشرين الحلم الماضي حين همست لي وأنت تراقصني " أحب الغاردينيا لأنها أنتي "
ولأنك رجل صاخب لم أعد طفلة تغريها المثلجات أو رحلة إلى قرية الدلافين ولم أعد مراهقة مشاغبة يغريها التسكع في شوارع المدينة الممطرة وينبض قلبها فرحاً لو شاكسها رجل وسيم ولم أصبح أنثى ناضجة تحلم بـ منزل دافئ ورجل لايخون وأطفال لهم عيون زرقاء وصلت لأن أحلم بـ أكثر من ذلك بـ سحر لي أنا أن أصبح أنثى تليق بك
هل لك أن تصبح كـ بقية البشر أكتب بـ الطريقة ذاتها التي يكتب بها
الشعراء لاتكن مميزاً أرجوك أبتسم دون أن تتعمد إرباك قلبي وسقوط
الشمس والقمر من سلة السماء أخلع بعضاً من جنونك المخمور
كن رجلاًعادياً جداً لدقائق معدودة فقط لأعود لوعيي من جديد
فـ أنا أنثى أتعاطاك كـ قطعة مورفين تفقدني الوعي وأتخبط بدهاليزها وأنسى اللأرض
والفضاء لأعود جنية خرافية ترقص معك فوق الغيم تحمل النجوم في حقيبتها
والشمس في كفها فقط لأنني مصابة بـ صخب رجل !!